الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣) وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ
____________________________________
الأرزاق ، هي (الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا) أي نعطيه إرثا بعض عبادنا من (مَنْ كانَ تَقِيًّا) يتقي الكفر والآثام ، التي قلنا عنها (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) وإنما سمي إرثا ، لأنه يأتي الإنسان بعقب أعماله في الدنيا ، كما أن الإرث يأتي الإنسان بعقب موت قريب له ، أما النسب فلا يجدي إرثه في دخول الجنة فقد ورث أولئك الأنبياء خلف أضاعوا الصلاة فلم ينفعهم النسب في إرث الجنة.
[٦٥] (وَما نَتَنَزَّلُ) نحن أهل الجنة محلا من الجنان (إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) فالمواضع هناك معينة ، لأصحابها ، لا يتمكن أحد من التخلف عن موضعه ، وهذا من باب الالتفات من الغيبة إلى التكلم ـ حيث إن الكلام كان حول أهل الجنة ، وإن المتقين هم الوارثون لها ـ وما ذكرناه من أن الآية من كلام أهل الجنة هو الأنسب بالسياق ، وهناك قول آخر ، إن الآية حكاية عن كلام جبرائيل للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قال له : ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ (لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا) أي أمامنا (وَما خَلْفَنا) أي ورائنا (وَما بَيْنَ ذلِكَ) أي المحل الذي نحن فيه ، فإنه المالك المطلق للجنة ، ولا ينزل أحد في موضع منها ، إلا بإذنه وأمره (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) ينسى لأحد مقامه ، وما يستحقه ، بل يعطي كل واحد من الجنة المكان الذي هو بقدر عمله.
[٦٦] إنه (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) كما كان رب أمام الجنة وخلفها ، وما بينهما فهو المالك المطلق للكونين (فَاعْبُدْهُ) أيها