وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١) ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (١٠٢)
____________________________________
الأمور (وَأَلْحِقْنِي) إذا توفيتني (بِالصَّالِحِينَ) الذين هم الأنبياء والأئمة والشهداء ، ومن في زمرتهم ، وهنا تنتهي قصة يوسف عليهالسلام ، وقد كان فيها من العبر والعظات الشيء الكثير ، وهي من أبلغ الدروس لمن أراد أن يسلك سبل الحياة بكل طهارة ونظافة ، ففيها التنبيه على الطهارة وعاقبتها ، واللوث وعاقبته ، وفي الأحاديث ، أن يعقوب عليهالسلام مات ـ بعد لقاء طويل ، وربما بلغت السنوات ـ ودفنه يوسف عليهالسلام في بيت المقدس ، ثم مات بعد زمان يوسف عليهالسلام ، ودفن في شاطئ النيل في صندوق مرمر ، حتى حمله موسى عليهالسلام ، وجاء به إلى الشام (١).
[١٠٣] ثم عاد سبحانه بعد تمام القصة ، ليذكر ما ابتدأ به ، حيث قال سبحانه في أول السورة (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ ، وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ)(ذلِكَ) الذي قصصنا عليك من تفاصيل قصة يوسف (مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ) أي الأخبار الغائبة عن الحواس (نُوحِيهِ إِلَيْكَ) يا رسول الله ، فإن نشأة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تكن بحيث يتطلع على هذه القصة بهذه التفاصيل حسب البيئة والاجتماع ، لو لا إخبار الله سبحانه له (وَما كُنْتَ) يا رسول الله (لَدَيْهِمْ) أي حاضرا عند أولئك الذين كانوا أطراف القصة من أولاد يعقوب وزليخا والنسوة (إِذْ أَجْمَعُوا) إخوة يوسف (أَمْرَهُمْ) أي عزموا على أن يكيدوا يوسف ، (وَهُمْ يَمْكُرُونَ) يمكر بعضهم لإلقائه في الجب ،
__________________
(١) راجع مجمع البيان : ج ٥ ص ٤٥٩.