لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (٨٩) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (٩١) وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً (٩٣)
____________________________________
[٩٠] (لَقَدْ جِئْتُمْ) أيها القائلون بهذه المقالات (شَيْئاً إِدًّا) الإد الأمر العظيم ، أي لقد قلتم بمقالة عظيمة القبح منكرة ، فكيف يتخذ الله ولدا؟
[٩١] (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ) أي يتشققن (مِنْهُ) من هذا الكلام ، والمعنى لو كانت السماوات تنشق ، وتخرق من قول منكر لكانت تنشق من هذا الكلام (وَ) كادت (تَنْشَقُّ الْأَرْضُ) تفطر وتتشقق (وَ) كادت (تَخِرُّ الْجِبالُ) أي تسقط على الأرض (هَدًّا) أي كسرا شديدا ، فإن الهد الهدم بصوت شديد.
[٩٢] كاد كل ذلك ل (أَنْ دَعَوْا) هؤلاء الكفار (لِلرَّحْمنِ وَلَداً) ومعنى دعوا ، أي سموا وجعلوا.
[٩٣] (وَ) الحال أنه (ما يَنْبَغِي) أي لا يمكن (لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) فإن الولد الحقيقي غير معقول ، والولد بالتبني لا يصلح لأنه عبث لغو ، والحكيم منزه عن ذلك.
[٩٤] (إِنْ) ، ما (كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الأنس والجن والملائكة (إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) فكيف يمكن للعبد أن يكون ولدا؟ و «آتي» هنا مثل قوله : (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (١) أي أنهم عبيد لله سبحانه
__________________
(١) فصلت : ١٢.