يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (٨٦) لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٨٧) وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨)
____________________________________
[٨٦] وسيرون جزاؤهم في يوم القيامة (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ) أي نجمع المتقين الذين اتقوا الكفر والآثام (إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) ومعنى إلى الرحمن إلى دار كرامته وفضله ، والوفد جمع وافد ، بمعنى المشرف ، ويستعمل في الجماعة التي تذهب من مكان إلى مكان.
[٨٧] (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ) كالدواب التي تساق من خلفها ، والمراد بالمجرم الذي أتى بالجريمة (إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) حال من المجرمين ، والورد هي الجماعة التي ترد الماء ، أي أنهم يردون جهنم ، كالإبل العطاش التي ترد الماء.
[٨٨] (لا يَمْلِكُونَ) أي لا يملك المجرمون (الشَّفاعَةَ) فلا يتمكنون أن يشفعون لغيرهم ، ولا يتمكن أحد أن يشفع لهم (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) يعني إلا الذين كانت بينهم وبين الله سبحانه ، معاهدة ، بأن يطيعه ويعطيه الجزاء الحسن ، فإنه هو الذي يملك أن يشفع إذا كان صالحا ، أو يشفع له إذا صدرت منه زلات ، والاستثناء منقطع ، والتقدير لا يملك أحد الشفاعة إلا هؤلاء ، أما المجرمون فلا يملكونها.
[٨٩] وكيف يملك الشفاعة من جاهر الله بالكفر والعصيان (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً) بأن جعل المسيح ، أو العزير ، أو الملائكة ولدا له ، كما تقول النصارى واليهود والمشركون.