أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (٣٩)
____________________________________
إليها لنجاتك.
[٤٠] وكان الإلهام (أَنِ اقْذِفِيهِ) أي اطرحي أيتها الأم ولدك موسى (فِي التَّابُوتِ) وهو صندوق من خشب ، ثم سدي رأس التابوت حتى لا يدخل فيه الماء (فَاقْذِفِيهِ) اطرحي التابوت (فِي الْيَمِ) أي البحر ، وهو البحر الأحمر الموجود في مصر ، ثم يحمل التابوت الماء ، حتى يصل قرب الساحل (فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) وهو شاطئ البحر ، ثم ماذا؟ (يَأْخُذْهُ) أي يأخذ التابوت (عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ) وهو فرعون فقد كان عدوا لله سبحانه وعدوا لموسى بالذات ، حيث إنه قرأ وعلم إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون على يده ذهاب ملكه ، فأمر أن يقتل الأولاد الذين يولدون في بني إسرائيل ، ومن خوف القتل ، صنعت أم موسى تابوتا ، وجعلته فيه ، وقذفته في البحر ، لئلا ترى قتل ولدها ، وليصنع معه ما شاء (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ) يا موسى (مَحَبَّةً مِنِّي) أي من جانبي ، حتى أن كل من يراك أحبك حتى أن فرعون بمجرد ما رآه أحبه ، ولم يقتله (وَلِتُصْنَعَ) اللام جارة ، لا لام الأمر ، وإن مقدّرة ، ولذا نصب الفعل ، أي ولعة أن تصنع وتربى (عَلى عَيْنِي) تحت رقابتي وبمرأى مني ، ألقيت عليك محبة ، فإن المحبة موجبة للرعاية التي كنى عنها ب (لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) إذ بين العناية والرعاية وبين النظر تلازم السبب والمسبب ، إذ رؤية الإنسان لأحد وكونه تحت نظره ، موجب لرعايته ، وكلمة «على عيني» تشمل على الاحترام ،