قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (٤٦) فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى (٤٧) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ
____________________________________
إذا ذكّروا بالحق ازدادوا تجبرا وعتوا.
[٤٧] (قالَ) الله عزوجل لهما (لا تَخافا) من فرطه أو طغيانه (إِنَّنِي مَعَكُما) بالعلم والاطلاع أسندكما وأحفظكما (أَسْمَعُ) حواركما وإياه (وَأَرى) مجلسكما ومجلسه ، فألهمكما مما لا يسبب طغيانه وغلوائه ، وأمنعه من أن يطغى.
[٤٨] (فَأْتِياهُ) أي اذهبا إليه (فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ) أرسلنا إليك خالقك وإلهك (فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) أي بلغاه هذه الرسالة من طرفي ، وهي أن يطلق سراح بني إسرائيل ، ويجعلهم أحرارا كما يشاءون حتى ب تحت لواء موسى وهارون (وَلا تُعَذِّبْهُمْ) بالاستعمال في الأعمال الشاقة ، فقد كانت بنو إسرائيل تحت تعذيب فرعون وأسره ، فكان منهم الأسراء في السجون ، ومنهم المسخر في أعمال البناء ، ومنهم المسخر في سائر الشؤون الشاقة المتعبة (قَدْ جِئْناكَ) أي أتينا إليك يا فرعون (بِآيَةٍ) حجة وبرهان (مِنْ رَبِّكَ) تدل على صدقنا وصحة دعوانا النبوة ، والمراد بالآية الجنس لتشمل العصا واليد وغيرهما (وَالسَّلامُ) أي السلامة من عذاب الله (عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) ولم يتبع الهوى ، فإن اهتديت سلمت من بأس الله وإلا كنت معرضا للخطر.
[٤٩] (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا) من قبل الله سبحانه (أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ)