فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى (٧١) قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ
____________________________________
الشنق ، وله أقسام منها أن يدق يدا المصلوب بجذع أفقي نصب على جذع عمودي ، فيبقى المصلوب في أذية يوما أو أياما حتى يموت (فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) وإنما عدي بعلى لإشراب الصلب معنى الرفع ، أي أرفعنكم للصلب على أصول نخل التمر. (وَلَتَعْلَمُنَ) أيها السحرة (أَيُّنا) أيّ منا ومن موسى فيما يدعي ويقول (فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ)(أَشَدُّ عَذاباً) من الآخر (وَأَبْقى) أي أدوم عذابا؟ وقد كان ظن أن عذابه أشد وأبقى من عذاب الله سبحانه.
[٧٣] (قالُوا) أي قالت السحرة في جواب تهديد فرعون (لَنْ نُؤْثِرَكَ) أي لن نفضلك ونختارك يا فرعون (عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ) أي الأدلة الواضحة ، فإن البقاء في طريقتك معناه إنا رجحناك على الأدلة التي دلتنا على صحة طريقة موسى عليهالسلام (وَ) على (الَّذِي فَطَرَنا) أي لن نختارك ربا ـ بعد هذا ـ على الله الذي فطرنا وخلقنا (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) أي فاصنع ما أنت صانعه بنا من التعذيب (إِنَّما تَقْضِي) أي تحكم علينا في (هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) وهي دار زائلة لا يهمنا ما يصنع بنا فيها.
[٧٤] (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا) أي معاصينا التي سلفت منا من الكفر والآثام (وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ) فإن السحر خصوصا