قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ
____________________________________
طاعته ، فأخلفوا موعد موسى عليهالسلام.
[٨٨] (قالُوا) أي قال بنو إسرائيل في جواب اعتراضه وتوبيخه (ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) أي ونحن نملك من أمرنا شيئا ، فإن الملك مثلث الميم بمعنى ما يملك الإنسان ، يعني لم يكن ملكنا وباختيارنا الوفاء والخلف حتى نفي ، وإنما أجبرنا على خلف الوعد (وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ) أي حملنا ـ من مصر ـ أثقالا من الذهب من حلي آل فرعون ، فقد كانت لديهم حلي من القبط قد استعاروها منهم وما ألقاه البحر على الساحل بعد غرقهم ، والأوزار جمع وزر ، بمعنى الثقل ، وسمي الحلي وزرا لثقله جسما أو رتبة (فَقَذَفْناها) أي تلك الأوزار ألقيناها في البوتقة في النار (فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُ) ما معه في النار ، ليسبك الجميع عجلا ، أو المراد قذفوها ليتخلصوا منها حيث كانت محرمة وكذلك قذف ما معه السامري ثم جمعها وجعلها عجلا.
[٨٩] (فَأَخْرَجَ) السامري ، وهو رجل منهم يلقب بهذا اللقب ـ ولعل اللفظ معرب وإلا فأصله في التوراة يلفظ بشكل آخر ـ (لَهُمْ عِجْلاً) وهو ولد البقر (جَسَداً) لا روح فيه ، ويقال الجسد لما لا روح فيه ـ غالبا ـ (لَهُ خُوارٌ) كخوار العجل قال بعض المفسرين إنه جعل من العجل منافذ إذا هب الريح فيها خرج من العجل صوت يشبه صوت العجل (فَقالُوا) السامري وأعوانه (هذا) العجل (إِلهُكُمْ) يا بني إسرائيل