وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (٤٩) وَهذا ذِكْرٌ
____________________________________
عدم نسيان أي جزء من جزئيات أعمالهم ، فلا حاجة إلى محاسب آخر ، وإنما نحسب لنجازي كل أحد قدر عمله.
[٤٩] وحيث بين السياق قصة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مع القوم ، ذكر بعض قصص الأنبياء مع أقوامهم تسلية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإتماما للحجة على الكفار ، وتقريرا للأصول التي دعا إليها كل الأنبياء (وَلَقَدْ آتَيْنا) أي أعطينا (مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ) أي الكتاب والبرهان الذي يفرق بين الحق والباطل (وَضِياءً) أي أعطيناهما ما يضيء درب الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة ، لئلا يقع الناس في الضلال من جراء الظلمة (وَذِكْراً) يذكر البشر بما أودع في فطرته من العقيدة والمعارف (لِلْمُتَّقِينَ) فإنهم هم الذين ينتفعون بذلك كله ، أما غير المتقي عن عذاب الله ، فإنه لا ينتفع.
[٥٠] ثم بين المتقين بأنهم هم (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) أي يخافون عذابه (بِالْغَيْبِ) فإن الإنسان لا يحس الله سبحانه بإحدى حواسه الخمسة ، ومع ذلك يخشاه ، فهو غائب عن الحواس ، ولكنه مرهوب للمتقين (وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ) أي القيامة (مُشْفِقُونَ) خائفون ووجلون ، لأنهم لا يدرون ماذا يصنع بهم.
[٥١] وكما آتينا موسى وهارون الكتاب ، كذلك آتينا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَهذا) القرآن (ذِكْرٌ) مذكر للناس ما أودع في فطرتهم من الأصول والمعارف