رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٥) وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
____________________________________
رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) أي يبذلون ، كما أمر الله سبحانه و «الصابرين» و «المقيمي» عطف على «الذين» و «مما رزقناهم» عطف على «إذا ذكر» أو بتقدير الذين ، حتى ينساق العطف في الجميع.
[٣٧] (وَالْبُدْنَ) جمع بدنة ، وهي الإبل (جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) التي تنحر في الحج تعظيما لأمر الله سبحانه ، وخص البدن بالذكر ، مع أن البقر والغنم كذلك ، لأن البدن أعظمها مثوبة ، وأنفعها للناس ، ولعل تخصيص الهدي بالذكر من بين سائر الشعائر ، لأن فيها الدين والدنيا ، بخلاف سائر الشعائر ، كالطواف والسعي والرمي ، وما أشبه (لَكُمْ) أيها المسلمون (فِيها) أي في البدن (خَيْرٌ) تنتفعون بلحومها في دنياكم ، وبثوابها في آخرتكم فإذا أردتم نحرها للهدي اذكروا (اسْمَ اللهِ عَلَيْها) في حال كونها (صَوافَ) أي قائمات ، قد صففن أيديهن وأرجلهن ، جمع صافة ، وذلك حين إرادة نحرها (فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها) بأن سقطت على الأرض ، لموتها في أثر النحر ، وهي إذا وقعت تقع على جنبها وذلك كناية عن موتها (فَكُلُوا مِنْها) الأمر ، إما للإباحة ، لأن الأكل مباح ، أو للوجوب على ما ذهب إليه جماعة من العلماء ، من وجوب الأكل من الهدي (وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ) الذي يقنع بما أعطيته ، وهو يسألك الطعام (وَالْمُعْتَرَّ) من اعتر ، بمعنى اعترى ، وهو الفقير الذي يعتري رحلك من غير أن يسأل ، وكان الإتيان بهذين الوصفين ، لبيان العلة في الإعطاء ، والإلفات إلى خصوصيتها الموجبة