الْمُحْسِنِينَ (٣٧) إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (٣٨) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩)
____________________________________
الله (الْمُحْسِنِينَ) الذين يحسنون في أعمالهم ، فلا يأتون بالسيئات.
[٣٩] وإذ بين سبحانه الشعائر والمشاعر بين جواز الدفاع عنها ، فإن العقيدة والشريعة ، تحتاجان إلى دفاع أصحابها عنهما من الاعتداء ، وبين سبحانه ، أولا أنه هو المدافع ، ثم أذن للمسلمين أن يدافعوا (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) فإنه يمنع الكفار عنهم ، وينصرهم على أعدائهم والإتيان من باب المفاعلة ، للالفات إلى المدافعة التي تقع بين الكفار ، وبين الأمور التي جعلها الله سبحانه وسيلة للدفاع عن المؤمنين (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ) قد خان عهد الله المودع في فطرته ، بالتوحيد والإيمان ، وإنما كان خوانا ، لأنه يخون في كل خطوة خطوة (كَفُورٍ) كثير الكفر ، فإن الإنسان في كل حركة وسكون ، إما يلابس الإيمان أو الكفر.
[٤٠] وإذ تمادى الكفار في غيهم ، وأخذوا في تضييق النطاق حول العقيدة والإيمان ، بصد الناس عن الإيمان ، وتعذيب المؤمنين بالقتل والإيذاء والتشريد (أُذِنَ) والآذن هو الله سبحانه ، ولم يذكر اسمه تعظيما (لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ) أي يقاتلهم الكفار ، وقد حذف متعلق الإذن ، والتقدير أذن لهم ، أن يقاتلوا ، وهذه أول آية نزلت في باب القتال بسبب (بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) أي أن سبب الإذن ، كون الكفار ظلموهم (وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) فلم يكن النصر إلقاء لهم ، في التهلكة ، بل بسبب أن الله يريد نصرتهم ، والجملة كناية عن إرادة النصرة ،