إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ
____________________________________
الواحدة في الطرف المقابل ، وهي القوة المادية المجردة ، أما من لا يكمل قواه المادية ، اعتمادا على قواه الروحية فقط ، فقد خرج عن أوامر الله سبحانه ، الذي قال (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) (١) و (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (٢) و (لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ) (٣) و (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (٤) و (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) (٥) وغيرها (إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌ) يقوى على نصرة المؤمنين (عَزِيزٌ) قاهر لا يغلبه أحد.
[٤٢] ثم وصف سبحانه الذين أذن لهم في القتال ، وأخرجوا من ديارهم بقوله أنهم هم (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) بأن كانت لهم المكنة والسلطة (أَقامُوا الصَّلاةَ) أي أدوها بحقوقها وآدابها ، وشرائطها (وَآتَوُا الزَّكاةَ) أعطوها إلى من يستحق حسب موازينها (وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ) وهو كل شيء أمر به الشرع ، أو العقل إيجابا أو ندبا (وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) وهو كل شيء نهى عنه الشرع أو العقل تحريما ، أو تنزيها ، وليس معنى هذا ـ المفهوم ـ بأنهم إن لم يمكّنوا لم يقيموا الصلاة ـ إلى آخره ـ بل هو من باب السالبة بانتفاء الموضوع ، إذ غير المتمكن في الأرض لا يتمكن من أداء هذه الأشياء على وجهها ، أو
__________________
(١) الأنفال : ٦١.
(٢) الصف : ٥.
(٣) المائدة : ٥٢.
(٤) آل عمران : ١٠٤.
(٥) الفتح : ٣٠.