وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٥) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ
____________________________________
اعترفوا به ، إذ من لا يؤمن أنه تعالى قادر على الإعادة ، أو يعترف بالقدرة ، ولكنه لا يذعن بالإعادة ، فهو كافر بالله ، بما له من الصفات ، أو كافر بأقواله وأخباره ، (وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) في الآخرة جزاء لإنكارهم في الدنيا ، أو المراد أغلال التقاليد والخرافة في أعناقهم ـ هنا ـ فلا يتبعون الحق ، كالمغلول الذي ليس له حرية التصرف ، حتى يتصرف كما يشاء ، أو المراد أغلال المعاصي والسيئات ، يعني أنهم لا يتمكنون من الفرار عن معاصيهم بإنكارهم البعث ، كما قال سبحانه : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) (١) (وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) الملازمون لها الخالدون فيها (هُمْ فِيها خالِدُونَ) ليس لهم عنها تحول وانتقال.
[٧] إن هؤلاء المنكرين للبعث ، يطلبون من النبي أن يعجّل لهم بالعذاب ـ استهزاء ـ ويقولون «متى هو؟» فقد سفهت عقولهم ، فعوض أن يطلبوا الهداية والخير والسعادة ، يطلبون سرعة العذاب ، كأنهم لم يعتبروا بما أصاب الأمم الخالية ، حيث خالفوا الرسل ، وكذبوا بالمعاد ، (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ) يا رسول الله (بِالسَّيِّئَةِ) أي بالعذاب ، أي يطلبون منك أن تعجل عليهم بالعذاب ، بأن تدعوا الله ليعذبهم (قَبْلَ الْحَسَنَةِ) قبل الرحمة والسعادة والهداية ، والمراد أنهم يطلبون ذاك ، دون هذا ، لا أنهم يطلبون العذاب ، ثم يطلبون السعادة ـ وهذا تعبير مجازي ـ
__________________
(١) الإسراء : ١٤.