إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤) وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ
____________________________________
سبحانه ـ بعض تلك الثمار على بعضها الآخر في الطعم ، فهذا حلو قليل الحلاوة ، وذلك حلو كثير الحلاوة ، كما أن الثالث مرّ ، والرابع مالح وإن لم تختلف الأشكال ، كما نرى في اللوز الحلو والمر ، وما أشبه و «الأكل» هو الثمر الذي يؤكل ، أي أنها مختلفة في الثمار ، مع أن الماء واحد .. إلى آخره ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي عرضناه من الأرضين المختلفة ، والثمار المتفاصلة (لَآياتٍ) حجج وبراهين دالة على وجود الله وعلمه وقدرته ، وسائر صفاته (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يتبعون عقولهم ، بعد أن يعملوها لإدراك الحقائق والتوصل من الأثر إلى المؤثر.
[٦] إن كل ذلك لا يكفي هؤلاء للإذعان بالله سبحانه وبما أخبر به من الحساب والجزاء ـ وحيث كان ما تقدم تكلمنا حول المبدأ ، يأتي دور التكلم حول المعاد ـ (وَإِنْ تَعْجَبْ) يا رسول الله من شيء (فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) أي فالحقيق بالعجب قول المنكرين للبعث ، أو المراد ، وإن تعجب من إنكارهم البعث فحقيق عجبك ، إذ هو في محله ، وما هو قولهم الحقيق بالتعجب؟ (أَإِذا) متنا و (كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)؟! نخلق من جديد بشرا سويا لنحاسب ونجازى ، إن ذلك لا يكون ، وهل هذا القول ، إلا من أغرب الأمور ، فإن الله الذي خلق السماوات والأرض ، وتلك الأشياء الهائلة ، التي سبق ذكرها ، بدون سابق كونها ، بل أخرجها من كتم العدم ، ليس قادرا على إعادة هؤلاء إلى الحياة ، (أُولئِكَ) المنكرون للبعث هم (الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ) وإن