قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ
____________________________________
قِطَعٌ) جمع قطع (مُتَجاوِراتٌ) فهي مختلفة مع أنها متجاورة بعضها في جوار بعض ، فمن فصّلها مع جوار بعضها البعض؟ جبل ووهدة صلبة ورخوة ، طيبة وسبخة ، رفيعة ومنخفضة ، إلى غير ذلك (وَجَنَّاتٌ) أي بساتين ، جمع جنة ، وإنما سمي البستان بها ، لأن الأشجار تجني الأرض وتسترها (مِنْ أَعْنابٍ) تتسلق على الجدران والأخشاب ، وما أشبههما (وَزَرْعٌ) من بقول وأزهار يرتفع قليلا (وَنَخِيلٌ) يرتفع في الجو ، بلا استناد على شيء ، ولا تخرج النباتات عن هذه الأمثال الثلاثة ، أما رفيعة ـ كالنخل ـ أو لا ـ كالزرع ـ وإما مستقلة ، أو غير مستقلة ـ كالعنب ـ (صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ) جمع صنو وهو المثل ، أي بعض هذه الأشياء متشابهة ، فنخل يشبه نخلا ، وزرع يشبه زرعا ، وعنب يماثل عنبا ، وبعضها غير متشابهة ، فنخل يعطي البربن ، وآخر يعطي الزهدي ، وعنب أبيض وعنب أسود ، وزهر عطر وآخر قليل الرائحة ، وهكذا ، والمدهش حقا أن كل ذلك (يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) وينبت في أرض واحدة ، والضياء والتربية ، وكل ذلك غير مختلف ، ومع ذلك لكل لون ، ورائحة وطعم ، وخاصية ، وشكل ، وحجم ، ووزن ، إلى غيرها ، فشكل هذا مدور ، وذاك مربع ، وحجم هذا كبير وذاك صغير ـ ولو كان كلاهما مدورا مثلا ـ ووزن هذا أوقية ، وذاك أوقيتان ـ وإن كان كلاهما في شكل وحجم واحد ـ (وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) أي نفضل نحن ـ والمراد بالفاعل هو الله