فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٥٧) وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٥٨) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩)
____________________________________
التي نصبناها للإرشاد والهداية (فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) يهينهم ويذلهم ، جزاء لكبريائهم في الدنيا ، عن الحق والإذعان.
[٥٩] وحيث كان الكلام في الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ، خصصوا بالذكر ، بعد أن شملهم عموم (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (وَالَّذِينَ هاجَرُوا) أوطانهم وأهليهم (فِي سَبِيلِ اللهِ) أي لأجله ، وبقصد امتثال أوامره ، فكأنهم أخذوا يسيرون في الطريق الموصل إليه تعالى (ثُمَّ قُتِلُوا) في الجهاد ، حيث أذن لهم بالمقاتلة (أَوْ ماتُوا) في الغربة (لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً) وهو الرزق الذي لا يشوبه كدر ومنقصة ، أي في الجنة ، في قبال تركهم طيبات الدنيا وأرزاقها ، والرزق أعم من المأكل والمسكن والزوجة ونحوها (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) فقد أطلق الرازق على كل من يتولى إعطاء الرزق لغيره ، من أب ، وزوج ، وسيد وغيرهم ، فالله سبحانه خيرهم ، إذ رزقه أهنأ وأطيب وبدون من.
[٦٠] (لَيُدْخِلَنَّهُمْ) الله سبحانه (مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ) «مدخل» وزن المفعول ، وهو اسم مكان ، والمراد به الجنة ، فإنهم يرضون بها مقاما ومنزلا ، لما فيها من النعيم المقيم مما تشتهي الأنفس ، وتلذ الأعين ، (وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ) بأحوالهم ، وما عملوا من الصالحات (حَلِيمٌ) وهذا تسلية