وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا
____________________________________
العبادة (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) وهو جميع أنواع البر ، فإن كل فعل يأتي من الإنسان ، إما خير وإما شر ، وإما لغو ، (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي لكي تفوزوا بالفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
[٧٩] (وَجاهِدُوا فِي اللهِ) أي في سبيله سبحانه ، ومن أجله (حَقَّ جِهادِهِ) أي بالكيفية التي يستحق الجهاد في الله إياها ، وهي بأن يكون الجهاد خالصا بكل ما أوتي الإنسان من قوة مادية أو معنوية ، والمراد بالجهاد إما القتال وإما مجاهدة الإنسان في تطبيق ما أمر الله سبحانه ، الذي يكون القتال مصداقا من مصاديقه (هُوَ) سبحانه (اجْتَباكُمْ) أي اختاركم لدينه ، فمن اللازم أن تؤدوا الأمانة التي حملها عليكم ورآكم أهلا لها ، وفضلكم ـ دون غيركم ـ بها (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وضيق فإن الجهاد الذي أمركم به هو دون قدرتكم وطاقتكم رأفة بكم ورحمة عليكم ، ولذا نرى أن جميع التكاليف ، أقل من طاقة الإنسان وقدرته ، الزموا (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) أي طريقته ، وعليكم بها (هُوَ) أي أن إبراهيم عليهالسلام أو المراد به «الله» سبحانه (سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) من قبل أن تكونوا (وَفِي هذا) القرآن ، أو في هذا الوقت أيضا سميتم «مسلمين» فأسلموا وسلموا حسب اسمكم ، وإنما اجتباكم ، وجعل الرسول فيكم ، وسماكم المسلمين ، وجعلكم ورثة إبراهيم