لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)
____________________________________
(لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) يشهد على هذه الأمة بما عملت حيث أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم القائم على أموركم والمبين لمنهجكم ، والعالم الموجه القائم ، يكون الشاهد لمن استقام وعلى من انحرف (وَتَكُونُوا) أنتم أيها المسلمون (شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) إذ المسلمون يوجهون الناس ، ويحددون سلوكهم ويكونون الناظرين لأعمالهم من استقام ومن انحرف ، وما ورد من أن المراد بذلك الأئمة عليهمالسلام فهو من باب المصداق الظاهر الجلي بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كما لا يخفى وفي هذه الآية الكريمة أنواع من التأكيد والتشجيع لقيام المسلمين على حفظ الإسلام ونشره ، والجهاد في سبيله ، فالدين دين جدهم والتسمية تسمية إلههم ، وهم المختارون لهذه المهمة ، وليس فيه ضيق ولا حرج ، والرسول شاهد عليهم ، وهم مفوضون في البلاغ ، قوامون على الناس قد جعلهم الإله شهداء على البشر ، فما يمنعهم بعد هذه المرتبة الرفيعة ، أن يقوموا بواجب الجهاد؟ وبعد هذا كله (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) وهذا كما تقول : أحسنت إليك ، فأدّ حقي (وَآتُوا الزَّكاةَ) أي أعطوها (وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ) تمسكوا به سبحانه ، في كل أفعالكم ، فلا تحيدوا عن أوامره قيد شعرة (هُوَ مَوْلاكُمْ) سيدكم ، وهل يعرض الإنسان عن مولى مثل الله سبحانه ، ليتخذ سيدا غيره؟ (فَنِعْمَ الْمَوْلى) للبشر أجمع (وَنِعْمَ النَّصِيرُ) فإنه ينصر أولياءه في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وهل هناك مولى مثله يعطي حتى من عصاه ، أو نصير يشبهه بيده أزمة الكون والحياة؟