إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (٧) اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ
____________________________________
يريدوا الإيمان والإذعان بالخوارق ، فقد زوّد النبي بالقرآن الذي هو من أكبر المعجزات ، وإن يريدوا الجدل ، فلا يؤمنون ، وإن يروا كل آية (إِنَّما أَنْتَ) يا رسول الله (مُنْذِرٌ) مرسل للإنذار كغيرك من الأنبياء المرسلين ، وما عليك إلا الإتيان ، بما يصح به أنك رسول مخوّف منذر ، والآيات كلها متساوية في حصول الغرض ، فطلبهم لآية جديدة ليس إلا تعنتا وجدلا (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فلست بدعا جديدا ، حتى تأتي بالاقتراحات ، وإنما كان لكلامه هاد ، يهيديهم إلى الحق ، وإلى صراط مستقيم ، أما إنزال الآيات ، فهو مرتبط بخالق الكون ، إن شاء أنزل ، وإن شاء لم ينزل ، وإنما اللازم أن يفعل بقدر إتمام الحجة ، وقد فعل ، وما ورد من أن المراد ، أن عليا عليهالسلام ، هو الهادي ، فإنه من باب المصداق في هذه الآية ـ كما لا يخفى ـ.
[٩] ثم يأتي السياق ليبين جملة أخرى من الآيات الدالة على وجود الله وعلمه وقدرته ، وتدل بالملازمة إلى إمكان البعث والنشور (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) ذكر أو أنثى تام أو ناقص حسن أو قبيح ، سعيد أو شقي في الإنسان ، وفي غير الإنسان ، ولو لم يعلمه لم يتمكن أن يخلقه ويصوره ، ويتقن صنعه (وَ) يعلم (ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) يقال غاض الماء ـ أو غيره من المائعات ـ يغيض بمعنى قلّ في الأرض ، أي يعلم ما تنقصه الأرحام من المدة ، أو الحمل بأن تخرج الأرحام الولد دون تسعة أشهر ، أو دون كمال جسمه ، بأن كان ناقصا ، فالمفعول لتغيض محذوف «أي تغيضه الأرحام» ونسبة الغيض إلى الرحم مجاز ، (وَما تَزْدادُ) الأرحام له من المدة والخلقة ، بأن تخرج الولد بعد تسعة