وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (٨) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (٩)
____________________________________
أشهر ـ كعشرة أشهر أو أكثر ـ أو تزيد في الخلقة ، كأن تصنعه ذا رأسين أو ستة أصابع أو نحوها ، والحاصل أن الله يعلم المحل ، ويعلم وقت الولادة ، زيادة أو نقيصة من المدة المقررة للولادة ، ويعلم أن الولد ناقص أو زائد ، روي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : (ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) الذكر والأنثى (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) ما كان دون التسعة ، وهو غيض (وَما تَزْدادُ) ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة أشهر (١) (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ) تعالى (بِمِقْدارٍ) فليس زيادة المدة والخلقة ، أو نقصانهما ، كالزيادة والنقصان من مصنوعات الناس ، حيث يخرج الأمر من أيديهم ، بل إنه سبحانه ، يفعل كل ذلك بتقدير وحكمة ، فالزيادة والنقصان بقدر وتقدير.
[١٠] إنه سبحانه (عالِمُ الْغَيْبِ) أي ما غاب عن الحواس ظاهرها وباطنها ، سواء كان موجودا ، أو معدوما ، فإنه يعلم أن المعدوم لو كان كيف كان (وَالشَّهادَةِ) أي تدركه الحواس ، من شهد بمعنى حضر ، كأنه يحضر عند الحواس (الْكَبِيرُ) الشأن الذي كل شيء لديه حقير وضيع (الْمُتَعالِ) اسم فاعل من «تعالى يتعالى» بمعنى المتعالي على كل شيء بعظمته ، فهو أقدر من كل قادر ، وأعلم من كل عالم ، وأعظم من كل عظيم ، كما أشير إلى ذلك كله في هذه الآيات ـ والفرق بين الكبير والمتعال ، أن الأول صفة ذات ، والثاني صفة فعل ، فإن الممكن أن يكون الكبير غير متعال ، أو أن المتعال غير كبير.
__________________
(١) مستدرك الوسائل : ج ٢ ص ٢٣.