نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٣٧) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (٣٨) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٣٩) قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ (٤٠) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ
____________________________________
فيها (نَمُوتُ) في هذه الحياة (وَنَحْيا) في هذه الحياة ، فالحياة والموت مخصوصان بهذه الحياة ، فلا حياة بعد الموت ، وإنما قدم «نموت» لأن الموت أمامهم ، حيث جاءوا إلى الحياة (وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) بعد ذلك إلى عالم آخر.
[٣٩] (إِنْ هُوَ) أي ليس صالح رسولا ، وإنما هو (إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) الافتراء يلازم الكذب ، وإنما جاء «كذبا» لتأكيده ، ولأن أصل الافتراء من الفري ، بمعنى القطع ، كأن المفتري يقطع كلاما من الكلمات المكذوبة ، ثم ينسبه إلى المفترى عليه (وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ) مصدقين كلامه فيما يقول.
[٤٠] (قالَ) صالح عليهالسلام يا (رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ) بتكذيبهم ، أي بسبب أنهم كذبوني فانصرني عليهم.
[٤١] (قالَ) الله سبحانه في جواب دعاء صالح (عَمَّا قَلِيلٍ) «ما» زائدة يؤتى بها لقصد القلة ، أي بعد زمان قليل (لَيُصْبِحُنَ) القوم (نادِمِينَ) يندمون على الكفر والعصيان ، حين يأخذهم العذاب.
[٤٢] فلما تمادوا في كفرهم وعصيانهم (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) أي صيحة جبرائيل عليهالسلام ، فقد صاح بهم صيحة أخذت ألبابهم ، وأزهقت أرواحهم (بِالْحَقِ) أي كان باستحقاقهم ، إذ الكفر والعصيان يعقبهما