وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (٥٩) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (٦٠) أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (٦١)
____________________________________
[٦٠] (وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ) وإنما ذكر هذا عقب الإيمان بالله ، إذ من الممكن أن يؤمن أحد بالله ، ومع ذلك يؤمن بالأصنام أيضا ، كما كان المشركون كذلك إذ يقولون (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) (١) ولعل الإتيان ب «هم» بعد «الذين» لتأكيد تصبيغهم بلون خاص ، ف «هم» لا يخالطون بمن سواهم ، فإن التركيز على هذه الخصوصية ، لا يأتي بمجرد «الذين».
[٦١] (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا) أي يعطون ما أعطوا من المال (وَ) الحال أن (قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) أي خائفة مضطربة ، أن لا تقبل نفقاتهم وصدقاتهم ، فلا يرون فوائدها حيث يعلمون (أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) فإن الإنسان المؤمن بالحساب والجزاء خائف من أعماله بأنها لا تقبل ، بخلاف غير المؤمن إذ لا يهمه عدم قبولها «فإنهم» في موضع العلة ، أي أن علة الخوف كونهم يبعثون إلينا لنحاسبهم.
[٦٢] (أُولئِكَ) المتصفون بتلك الأوصاف (يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) أي يبادرون إلى الطاعات ويسابقون إليها (وَهُمْ لَها) أي للخيرات (سابِقُونَ) إما المراد أنهم يسابقون إليها ، فيكون تأكيدا للجملة السابقة ، أو المراد أنهم سابقون لأخذ تلك الخيرات في الجنة ، فالخيرات لهم حيث عملوا بها ، لا للكفار الذين قلوبهم في غمرة ،
__________________
(١) الزمر : ٤.