مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (٥٦) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨)
____________________________________
ونعطيه لهم (مِنْ مالٍ وَبَنِينَ) يكون إكراما لهم.
[٥٧] ف (نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ) وإنها جزاء أعمالهم وثواب ما يأتون من الكفر والعصيان ، كلا ، ليس كذلك (بَلْ لا يَشْعُرُونَ) إنها استدراج وفتنة ليزيد طغيانهم ويبلغوا أجلهم ، وقد تمت عليهم الحجة ، وليستحقوا العقاب الأبدي ، ولعل الإتيان من باب المسارعة لكون الأصل في أعمال الخير أن يتسارع الناس إليها ، ثم استعمل اللفظ في كل عمل خيري ، وإن لم يكن هناك طرف آخر ، كما قال سبحانه : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) (١).
[٥٨] وإذ بين سبحانه أحوال الكفار ، ألمح إلى أحوال الأخيار (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ) أي خوف وعقاب (رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) ووجلون ، وكأن الخشية شيء مرتبط بالطرفين الخائف والمخوف منه ، ولذا صح «من خشية .. مشفقون» فلا يقال : إن الإشفاق ليس من الخشية ، وإنما من نفس المخوف منه؟ حتى يحتاج إلى أن يتكلف لتصحيحة ، بأن المراد الإشفاق من هذا القسم ، لا من سائر أقسامه كالخوف من المرض والعدو والفقر وما أشبه.
[٥٩] (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ) أي بأدلته الكونية وحججه التي يأتي بها الأنبياء (يُؤْمِنُونَ) أي يصدقون.
__________________
(١) آل عمران : ١٣٤.