رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ (٩٣) رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٩٤) وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ (٩٥) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ
____________________________________
يا رسول الله يا (رَبِّ إِمَّا) أصله «إن» الشرطية و «ما» الزائدة التي جيء بها للتقليل (تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ) أي إن أريتني ما يوعد هؤلاء الكفار من العذاب والنقمة.
[٩٥] يا (رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) بل أخرجني من بينهم عند ما تريد إحلال العذاب بهم ، لئلا يصيبني ما يصيبهم ، وهذا الدعاء في مورده ، إذ من الممكن أن تعم الكارثة الصالحين ، ليكون زيادة لأجرهم ورفعة لدرجتهم ، وفي الآية تعريض بالكفار بأنهم حيث أصروا على العصيان والطغيان ، صاروا معرضا لعقوبة الله وعذابه.
[٩٦] (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ) يا رسول الله (ما نَعِدُهُمْ) أي ما نعد الكفار من العذاب والنكال (لَقادِرُونَ) وإنما نمهلهم استدراجا (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (١).
[٩٧] وإذا كان الكفار يصرون في العناد ، ويتصدون للنبي والمؤمنين بالإيذاء ، أمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يداريهم ، فإن ذلك أكثر نجاحا للدعوة ، وخير لتخفيف الأذى ، فإن الظالم لا يجد عذرا في إدامة ظلمه لو رأى من الطرف اللين (ادْفَعْ) يا رسول الله بالطريقة التي (هِيَ أَحْسَنُ) الطرق (السَّيِّئَةَ) التي يواجهونك بها ، وذلك بالإغضاء والعفو ، وقد يقال : إن الأحسن هو أن يفعل ما يقتضي الحال من العفو
__________________
(١) الأنفال : ٣٤.