نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (٩٦) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (٩٨) حَتَّى إِذا جاءَ
____________________________________
أو النكال ، فإن الأحسن بالنسبة إلى بعض العفو ، وبالنسبة إلى آخرين الأخذ (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ) الله والرسول والرسالة والقرآن والمعاد به فهم تحت علمنا وسنجازيهم على ما يصفون ، وهذا تسلية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتهديد لهم ، فإن معنى قول الملك «أنا أعلم ما يفعله المجرم» إنه سيجازيهم بفعله السيئ.
[٩٨] إنهم إنما يصفون ما يصفون من إلقاءات الشياطين ووساوسهم ، فمن الجدير بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وإن كان معصوما في ذاته ـ أن يستعيذ بالله من الشيطان كي لا يهمزه ، بل لا يحضر عنده مجرد حضور ، فإن حضور الشيطان مكروه لذاته ، فإنه يهمز الكفار ، ويلقي عليهم الكفر مستمرا ، حتى أن يأتيهم الموت (وَ) هناك يقولون (رَبِّ ارْجِعُونِ) بلا جدوى ف (قُلْ) يا رسول الله ، يا (رَبِّ أَعُوذُ بِكَ) أي أعتصم وألوذ (مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) حتى لا يتمكن الشيطان من همزي ، والهمز شدة الدفع ، فإن الشيطان يدفع الإنسان دفعا قويا نحو الكفر والمعاصي ، ولذا يجد العاصي من نفسه اندفاعا شديدا نحو العصيان.
[٩٩] (وَأَعُوذُ بِكَ) يا (رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) أي يحضرون عندي ، فإن حضور الشيطان مكروه ، لما له من الشقوة والبعد من الرحمة وإن لم يهمز ولم يوسوس.
[١٠٠] لكن الشيطان يحضر الكفار والعصاة ، ويدفعهم (حَتَّى إِذا جاءَ