أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٠٠)
____________________________________
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) «الموت» فاعل «جاء» (قالَ) ذلك الكافر والعاصي ـ الذي عبر عنه ب «أحدهم» ـ وقوله هذا إنما يكون إذا أشرف على الموت ورأى آثاره ، يا (رَبِّ ارْجِعُونِ) والإتيان بالجمع على العادة في التأدب عند مخاطبة الكبراء.
[١٠١] (لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) أي في تركتي بأن أودي حق الله أو في ما تركت من الدنيا ، بأن أعمل حسب أوامر الله ، ولفظة «ارجعون» و «تركت» باعتبار إشرافه على الآخرة ، وإلا فهو بعد في الدنيا ، وإنما يرى الملائكة ، وهو أخذ في مقدمات العز ، أو أن ذلك القول بعد قبض روحه ، ومعنى «جاء» أنه مات ، والجواب لهذا الطلب (كَلَّا) لا رجوع إلى الدنيا (إِنَّها) أي مسألة الرجعة (كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها) لا فائدة فيها ، ولا أثر يترتب عليها ، أو المراد أنه وعد كاذب ، إذ (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (١) (وَمِنْ وَرائِهِمْ) وإنما جيء بهذا التعبير ، لأن وجهه إلى الدنيا ، فكأن ما يأتي خلفه ووراءه (بَرْزَخٌ) وهو العالم المتوسط بين هذا العالم وعالم الآخرة ، والبرزخ ـ لغة ـ بمعنى الحاجز بين شيئين (إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) فهم في العذاب والنكال هناك ، وكان الإتيان بهذا ، لئلا يظن ظان ، أنهم معدومون ، حتى يبعثوا ، فليس لهم تعب وعذاب في هذه القطعة ، فإن
__________________
(١) الأنعام : ٢٩.