فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (١٠١) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (١٠٣)
____________________________________
قبر الكافر حفرة من حفر النيران.
[١٠٢] (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ) «الصور» هو البوق الذي ينفخ فيه ميكائيل معلنا قيام الساعة (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ) أي يوم النفخ ، والأنساب جمع نسب ، وهو صلة الإنسان مع غيره بالأبوة والنبوة ، وما أشبههما ، والمراد أن الأنساب لا تنفع هناك للنجاة من العذاب ، فنفي الحقيقة باعتبار نفي الصفة نحو «يا أشباه الرجال ، ولا رجال» (وَلا يَتَساءَلُونَ) أي لا يسأل بعضهم بعضا عن شيء ، فقد ساد الموقف سكون الخوف ، وسكوت الخشية حتى لا يتجرأ أحد على الكلام ، وحيث إن مواقف القيامة كثيرة ، لم يكن تناف بين السكوت وعدم التساؤل في موقف ، وبين التكلم والتساؤل في موقف آخر.
[١٠٣] (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) «موازين» جمع «ميزان» والمراد ، ثقل الميزان بالطاعات ، ولعل الإتيان بالجمع ، لأن لكل عمل ميزانا ، فللصلاة ميزان ، وللزكاة ميزان ، وهكذا (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بالدرجات الرفيعة.
[١٠٤] (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) بأن ارتفعت كفة الصالحات ، وثقلت كفة السيئات (فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) فكأنهم باعوا نفوسهم بالمعاصي ، فذهبت نفوسهم من أيديهم ، فهم في تعب ، و (فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ)