وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ (٢٧) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ
____________________________________
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله (لَوْ لا) أي هلّا (أُنْزِلَ عَلَيْهِ) أي على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (آيَةٌ) معجزة خارقة (مِنْ رَبِّهِ) مما نقترحها من المعجزات والخوارق ، ولم يكن لهم حق الإجابة ، فإن الآية نزلت ، وهي القرآن الحكيم ، لكنهم كانوا معاندين يريدون التعنت (قُلْ) يا رسول الله لهم ، إن الأمر ليس مخفيا حتى يحتاج إلى الآية ، وإنما سبب ظلالكم ، أنكم تتركون الإرشادات العقلية ، فيترككم الله ، ولا يلطف بكم حتى تؤمنوا ، بعكس المؤمنين الذين عملوا عقولهم فآمنوا ، ولذا لطف سبحانه بهم ف (إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) بترك لطفه به ، بعد ما أراه الطريق فلم يسلكه ، كما تقول : أن الحكومة ضيعت فلانا ، تريد انها لم تعتن به حتى ضل وضاع ، بعد أن أرته الحكومة الطريق ، فلم يسلكه (وَيَهْدِي إِلَيْهِ) أي إلى نفسه وطريقه (مَنْ أَنابَ) أي رجع عن غيه ، فمن رجع عن الغي ، وأراد الهدى ، لطف به سبحانه ألطافه الخاصة ، حتى يهتدي حقيقة ، ويكون من الأعلين حظا ورشدا.
[٢٩] ومن ذاك الذي يهديه الله سبحانه؟ إنهم هم (الَّذِينَ آمَنُوا) بأن اتبعوا الحق ، فإنهم يهديهم الله ـ أي يلطف بهم ألطافه الخفية ـ كالولد الذي يسمع كلام أبيه ، فيلطف به بالتوسعة ، في أموره ، ومعاضدته في حوائجه ومهامه (وَ) هؤلاء المؤمنون (تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ) القرآن الحكيم ، فلا يطلبون خوارق وآيات ، تعندا واعتباطا ، أو المراد الأعم من ذلك ، فإن كل مؤمن مطمئن القلب ، غير قلق ، إذ الاعتماد