(وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ* فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ* فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ)(١).
وهذه اللمحة العابرة التي تأتي في عرض قصصي مشترك عن الأنبياء من أجل تعداد آيات الله سبحانه ، وإثبات صدق الدعوة والنبوة ، نجد اسلوب السورة المكية الذي كان يفرض طبيعة الموقف فيه ذكر القصص القرآنية بشكل مختصر وعابر.
الموضع الثامن عشر :
الآية التي جاءت في سورة الصف : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)(٢).
وفي هذه إشارة إلى موقف معين لبني إسرائيل تجاه موسى ، إذ آذوه مع علمهم بنبوته ، وقد كان الغرض من الإشارة إليه هو : مقارنة موقف أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله تجاهه وموقف هؤلاء تجاه موسى ، وكذلك موقف بني إسرائيل تجاه عيسى عليهالسلام من تكذيبه ومخالفته بعد أن جاءهم بالبينات ، وفي هذا تذكير لأصحاب النبي وتحذير لهم من الوقوع في مثل هذه المواقف والمخالفات ، وإلّا لساروا في طريق النفاق ، وكانوا ممّن يقولون ما لا يفعلون ، كما يدل السياق على ذلك.
__________________
(١) الذاريات : ٣٨ ـ ٤٠.
(٢) الصف : ٥.