وبمواقف الامم السابقة من الأنبياء والرسالات ، وما نزل بهم من عذاب بسبب تكذيبهم ، وإنّهم مهما اوتوا من قوة فهم لا يعجزون الله ـ تعالى ـ أن يأخذهم بالعذاب (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ* أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ* قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ* وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(١).
٤ ـ وفي تطور رابع أخذ إبراهيم يتبرأ بشكل علني وواضح من الآلهة ، ويظهر العداوة لهم ، ويتوعد ، ويهدد بالكيد لهم والقضاء عليهم ؛ ليثبت بشكل واضح عجزها عن الدفاع عن نفسها ، أو قدرتها على أن تفعل شيئا لنفسها ، بل هي أدنى وأعجز من الإنسان نفسه الذي يتمكن من الأكل والشرب والكلام ، وهي لا تتمكن من ذلك كلّه.
(فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ)(٢).
(وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)(٣).
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ* إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ* وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(٤).
__________________
(١) العنكبوت : ١٨ ـ ٢٣.
(٢) الشعراء : ٧٧.
(٣) الأنبياء : ٥٧.
(٤) الزخرف : ٢٦ ـ ٢٨.