من سكر العنب ... وهذا يعني أن سوائل البدن التي تتراكم ما بين الخلايا وتقدر بـ (١١) ليتر تترشح وتمتص (١٦) مرة في اليوم الواحد ، أي ان أخلاط البدن الداخلية تنقى وتصفى من الكدر والسموم والبقايا والنفايات والمواد الضارة ، والزائدة ، والتي لا لزوم لها ، ومحاصيل الاستقلاب ، كلها تنظفها الكلية من الجسد (١٦) مرة في اليوم ، فأي عناية وأي نظافة وأي تصفية عجيبة هذه!!
وإذا وقعت الواقعة وفقد هذا الهورمون من البدن فماذا يحدث؟ بول دائم ليلاً نهاراً! إن المريض يبول ويبول بدون توقف (١) ، وحتى يعوض عما يبول يشرب ويشرب ويشرب الماء ، وهكذا فان المريض لا يبقى له شغل إلا أن يكون بجانب حنفية الماء ودورة المياه ، وإذا لم يفعل هذا تجفف جسمه ومات في مدى أيام قليلة ، وكل هذا بسبب فقد هذا الهورمون الذي يسيطر على إدرار البول في الجسم وبتأثير يبلغ ملغرامات بسيطة قليلة ...
إنه الاتزان المحكم ، والدقة الرائعة ، والحكمة المهيمنة ، والإرادة المدبرة ، فلا شيء يقوم بالفوضى أو على الفوضى ، ولا شيء يوجد من تلقاء نفسه بل تقوم السنن والنواميس والقوانين المطردة الدقيقة الرائعة المتزنة ... ( وخلق كل شيء فقدره تقديراً ) سورة الفرقان.
وهكذا رأينا في الغدة النخامية التي تزن نصف غرام ويبلغ طولها ١ سم وعرضها ( ١ ـ ٥ و ١ ) سم وارتفاعها نصف سنتمتر ، أي أن حجمها يبلغ (١) سم ٣ ، وجدنا فيها ثلاثة فصوص ، يوجد في الفص الأمامي
__________________
(١) يسمى هذا المرض بالبيلة التفهة أي التي لا طعم لها لكثرة احتوائها على الماء ، ولا تتصور أيها القارىء كم يشرب ويبول هذا المريض يومياً فلقد ذكر أن أحد المصابين بال في يوم واحد (٤٣) ليتراً من البول أي قرابة ثلثي وزنه!!