وهو أن الله عزوجل وعد موسى عليهالسلام بان ينزل عليه كتاب فيه هدى ونور لبنى إسرائيل ، فاختار موسى عليهالسلام من قومه سبعين رجلا ، وترك أخاه هارون عليهالسلام فى بنى إسرائيل ، فاعتكف موسى عليهالسلام ومن معه أربعين ليله بعيدا عن قومه ، حتى جاء ميقات الله عزوجل ، فذهبوا إلى جبل الطور ، وتعجل موسى عليهالسلام عن قومه فسبقهم إلى جبل الطور لشدة حبه لله عزوجل ، فاخبره الله عزوجل أن السامرى اوقع فتنة فى بنى اسرائيل وأضلهم فى مدة الاربعين ليله الذى غاب فيها موسى عليهالسلام ومن معه لوعد الله عزوجل ، فلما رجع موسى عليهالسلام ومن معه إلى قومه غضبان اسفا ، وجد أن السامرى صنع لهم عجل من ذهب له خوار فقالوا والعياذ بالله هذا إلهكم واله موسى ، ولكن هناك طائفة من بنى اسرائيل لم تفتن بهذا ، فلما رأى موسى عليهالسلام ذلك اخذ بلحية ورأس اخيه هارون عليهالسلام ولا مه على ما وصل اليه بنى اسرائيل من كفر ولكن الله عزوجل برء النبى هارون عليهالسلام من هذا ، لانه نهاهم عن فعلتهم هذه وانه خاف أن يفرق بين اسرائيل ويدب فيهم القتال حتى يرجع موسى عليهالسلام ، ويبت فى هذه الفتنة الشديدة لبنى اسرائيل ، فخاطب موسى عليهالسلام ذلك السامرى اللعين ، وقال ما خطبك يا سامرى ، قال السامرى : بصرت بالذى لا يستطيع أحد أن يراه فرأى جبريل عليهالسلام ولما مشى قبض قبضه من آثار التراب الذى كان واقف عليه ونبزها ، فسولت له نفسه بعمل هذا ، وحتى هذا القول لذلك السامرى اللعين نقف على معانى كثيرة.
١ ـ ان ذلك السامرى اللعين كان مع قوم موسى عليهالسلام ، وحضر جميع معجزات الله عزوجل الذى اجراها لموسى عليهالسلام ونسيها أمام كفره ورغبته فى الفساد والدجل ، فنسى ما ذا فعل إله موسى عز