هناك سياق فى الآيات لم أجد مفسرا علق عليه ، وهو حرف الفاء الذى يفيد ترتيب الحدث بعد الحدث ولكن على حسب إتباع المعنى اللفظى فقط ، يتضح أنه يمكن أن تكون العاديات ضبحا مغيرات صبحا دون أن تكون موريات قدحا ، وذلك لأن غارتها قد تكون على رمال فلا تطأ الحصى حتى يخرج النار فى حوافرها ، ولكن الآية (" فَالْمُورِياتِ قَدْحاً") إلزامية أى لا يمكن أن تكون المغيرات صبحا حتى تكون عاديات ضبحا ثم موريات قدحا.
وذلك على سبيل المثال فى قول :
وصلت الطائرة فنزل المسافرين فركبوا السيارات إلى بيوتهم فلا يمكن أن ينزل المسافرين قبل وصول الطائرة ، وكذلك لا يمكن أن يركبوا السيارات قبل وصول الطائرة ونزولهم منها.
ولكن جاءت سورة النازعات بها برهانين يفيدان انها صناعة سوف يصنعها الإنسان ، وجاء تحديد زمن هذه الصناعة أنها تكون من ذكرى الساعة وأشراطها ، انظر شرح سورة النازعات بالفصل الأول.
وأنه جاءت سورة العاديات ضبحا على شاكلة سورة النازعات غرقا ، وذلك مما يجعلنا نتجه إلى تفسيرها على أنها شرط من أشراط الساعة ، وأنها ستكون صناعة يصنعها الإنسان أيضا.
ومن ثم فإن تأويل (" الْعادِياتِ ضَبْحاً") يرجع إلى قول الله عزوجل :
(" فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها") ، وانه سوف تظهر هذه العاديات كشرط من أشراط الساعة لتزيد المؤمنين إيمانا على إيمانهم بفضل الله عزوجل.
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) : العاديات جمع ومفردها عادية ، والعادية هى صفة الشيء الذى يسرع فى العدو ، وضبحا هو الصوت الذى يخرج من العاديات أثناء عدوها وإسراعها ، ومن ثم فان المعنى لل" عاديات ضبحا" : أى الأشياء