يخرجون منه فلا يعودون اليه ، وقيل البيت المعمور هو الكعبة ، البيت الحرام الذى هو معمور من الناس ، يعمره الله كل سنة بستمائة الف ، فان عجز الناس عن ذلك أتمه الله عزوجل بالملائكة ، وهو أول بيت وضعه الله للناس لعبادته فى الارض ، (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) : يعنى السماء سماها سقف لانها للارض كالسقف للبيت ، وبيانه" وجعلنا السماء سقفا محفوظا ، وقيل هو العرش وهو سقف الجنة ، (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) : قيل يسجر يوم القيامة فيكون نارا ، وقيل المسجور اى المحبوس ، ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع : هذا جواب القسم اى واقع بالمشركين ، (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) :
اى تضطرب السماء اضطربا ، (وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) : قيل سير عن اماكنها حتى تستوى بالارض.
فى قول الله عزوجل (" وَكِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُور ٍ") فإن الآيتين جاءت بين آيتين تحمل ذكر مكانين مقدسين هما الطور والبيت المعمور ، وذلك مما يجعلنا نتجه الى العلم بان هذا الكتاب له حرمانية ، ولكن عند تتبع علوم القرآن الكريم للاهتداء بها على هذا الكتاب المسطور ، نجد ان الله عزوجل عند ما يذكر الكتب المنزلة على المرسلين فى القرآن الكريم يكون ذلك على طريقتين ، وهذا علم مؤكد فى القرآن كله الطريقة الأولى بالتعريف لكلمة كتاب" بال" كقوله عزوجل :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦))
سورة الاسراء والاحزاب آية ٦
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤))
سورة البقرة