قوله : (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). وإن شئت على الاستئناف ، على معنى : هو رب السموات والأرض.
(وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) ، ومعنى الشرط : أن إرسال الرسل ، وإنزال الكتب رحمة من الرب ، ثم قيل لهم : إن هذا الرب هو السميع العليم الذي أنتم مقرّون بأنه رب السموات والأرض وما بينهما ، أي : إن كان إقراركم عن إيقان بالله تعالى وإتقان لمعرفته.
قوله تعالى : (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) قرأ الأكثرون : " ربّكم وربّ آبائكم الأولين" برفع الباء فيهما. وقرأت على شيخنا أبي البقاء اللغوي رحمهالله للكسائي من رواية الشيزري عنه : بالجر فيهما (١) ، بدلا من" ربك".
(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ)(١٦)
قوله تعالى : (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) تكذيب لهم في دعواهم الإيقان بالله تعالى ، فإنهم لو كانوا مصدقين بذلك ما صدر عنهم ما لا يجامعه من عبادة الأصنام وجحد البعث وتكذيب الرسل.
__________________
(١) انظر : إتحاف فضلاء البشر (ص : ٣٨٨).