سورة لقمان (١).
قوله تعالى : (وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا) وقرأ ابن مسعود بضم العين وكسر اللام وتشديدها (٢). والمعنى : وإذا أحس بشيء من جملة الآيات التي أنزلها الله على محمد صلىاللهعليهوسلم (اتَّخَذَها هُزُواً).
وقيل : المعنى : وإذا علم من آياتنا شيئا يتشبث به المعاند اتخذها هزؤا وسلّما يرقى فيه إلى أغراضه الفاسدة ، (أُولئِكَ) يشير إلى كل أفّاك أثيم.
قوله تعالى : (مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ) مفسّر في سورة إبراهيم (٣).
(وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا) من الأموال وزينة الدنيا (شَيْئاً) أي : لا ينفع ولا يدفع عنهم شيئا من العذاب ، كقوله تعالى : (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) [المجادلة : ١١٧] ، (وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) يعني : آلهتهم لا تدفع عنهم أيضا شيئا من العذاب.
قوله تعالى : (هذا هُدىً) يريد : القرآن (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) من هذه الأمة وغيرهم (بِآياتِ رَبِّهِمْ) القرآن وغيره من كتب الله تعالى (لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ). وقرئ : " أليم" [بالرفع](٤). وقد [ذكرناه](٥) في سورة سبأ (٦) ، و" الرجز" في
__________________
(١) عند الآية رقم : ٧.
(٢) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٧ / ٣٥٦) ، والدر المصون (٦ / ١٢٦).
(٣) عند الآية رقم : ١٦.
(٤) في الأصل : بالفع. وانظر : الحجة للفارسي (٣ / ٣٩٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٨٢) ، والكشف (٢ / ٢٠١ ـ ٢٠٢) ، والنشر (٢ / ٣٤٩) ، والإتحاف (ص : ٣٩٠) ، والسبعة (ص : ٥٩٤).
(٥) في الأصل : ذكرنا.
(٦) عند الآية رقم : ٥.