قرأت على الشيخ أبي القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري ، أخبركم أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن سلفة الأصبهاني فأقر به ، أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي الأصبهاني ، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري بها ، أخبرنا أبو أحمد حمزة بن العباس بن الفضل ، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تزال جهنم تقول : هل من مزيد حتى يضع رب العزة قدمه فيها فتقول : قط قط ، ويزوى بعضها إلى بعض ، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنه فضول الجنة» (١). رواه البخاري عن آدم.
قوله تعالى : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) أي : قربت لهم حتى يروها قبل أن يدخلوها ، إكراما لهم ، وتعجيلا لأسباب السرور والنعيم لهم ، (غَيْرَ بَعِيدٍ) توكيد لمعنى قربها. ونصب" غير" على الظرف ، أي : مكانا غير بعيد ، أو على الحال ، وتذكيره على حذف الموصوف المذكر ، تقديره : شيئا غير بعيد ، أو لكونه على صفة المصادر ؛ كالزئير والصليل ، ويقال لهم : (هذا) الذي ترونه (ما تُوعَدُونَ) وقرأ ابن كثير : " يوعدون" بالياء على المغايبة (٢).
والمعنى : ما يوعدون في الدنيا على ألسنة الرسل.
(لِكُلِّ أَوَّابٍ) رجّاع عن معاصي الله إلى طاعته.
__________________
(١) أخرجه البخاري (٦ / ٢٤٥٣ ح ٦٢٨٤) ، ومسلم (٤ / ٢١٨٨ ح ٢٨٤٨).
(٢) الحجة للفارسي (٣ / ٣٣٠) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٦٧٨) ، والكشف (٢ / ٢٨٥) ، والنشر (٢ / ٣٧٦) ، والإتحاف (ص : ٣٩٨) ، والسبعة (ص : ٥٥٥).