وقيل : يسرناه [للادّكار](١) والاتعاظ بما أودعناه من [المواعظ](٢) الشافية ، وصرفنا فيه من الوعيد.
(فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) ذاكر يذكره ، وقارئ يقرأه.
ومعنى ذلك : الحث على تعلّم القرآن وتدبر مواعظه.
(كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٨) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٢١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (٢٢)
وقد سبق تفسير" الصّرصر" في حم السجدة (٣).
قوله تعالى : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) أي : شؤم دائم.
وقرأ الحسن : " يوم" بالتنوين (٤) ، كقوله : (فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) [فصلت : ١٦].
قال ابن عباس : كانوا يتشاءمون بذلك اليوم (٥).
قال الزجاج (٦) : قيل : في يوم الأربعاء في آخر الشهر.
(تَنْزِعُ النَّاسَ) تقلعهم من الأرض وقد تماسكوا ودخل بعضهم في بعض ، واعتصم بعضهم بالشعاب والحفائر ، فتنزعهم ثم ترمي بهم على رؤوسهم ، فتدقّ
__________________
(١) في الأصل : للاذتكار. والتصويب من ب.
(٢) في الأصل : الموعظ. والتصويب من ب.
(٣) سورة فصلت ، عند الآية رقم : ١٦.
(٤) انظر : إتحاف فضلاء البشر (ص : ٤٠٤).
(٥) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٢١٠) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٩٥).
(٦) معاني الزجاج (٥ / ٨٩).