يطوف عليهم ، لا يرى بعضهم بعضا» (١).
ويروى عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مررت ليلة أسري بي بنهر حافّتاه قباب المرجان ، فنوديت منه : السّلام عليك يا رسول الله ، فقلت : يا جبريل ، من هؤلاء؟ قال : هؤلاء جواري من الحور العين استأذنّ ربّهنّ أن يسلّمن عليك ، فأذن لهنّ فقلن : نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، أزواج رجال كرام ، ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) قال : محبوسات» (٢).
قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ) وقرأ عثمان بن عفان [وعاصم](٣) الجحدري وابن محيصن : " على رفارف" ، و" عباقريّ" بالجمع وعدم الصرف مع كسر القاف (٤).
وقرأ الضحاك وأبو العالية وأبو عمران مثلهم ، إلا أنهم صرفوا (٥).
وأنكر الزجاج القراءتين في" عبقري" وقال (٦) : لا مخرج لها في العربية ؛ لأن الجمع الذي بعد ألفه حرفان ، نحو : " مساجد" ، لا يجوز أن يكون فيه مثل : عباقري ، لو جمعت عبقري لكان جمعه : عباقرة ، مثل : مهالبة.
__________________
(١) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٤٩ ح ٤٥٩٨) ، ومسلم (٤ / ٢١٨٢ ح ٢٨٣٨).
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره (١٧ / ١٨٩).
(٣) في الأصل : عاصم. والتصويب من ب.
(٤) انظر : إتحاف فضلاء البشر (ص : ٤٠٧) ، والدر المصون (٦ / ٢٥٠). قال السمين الحلبي : هي مشكلة ، إذ لا مانع من تنوين ياء النسب.
(٥) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٨ / ١٢٧ ، ١٢٨).
(٦) معاني الزجاج (٥ / ١٠٤ ـ ١٠٥).