لنصرته إذا كان قائله ممن يقتدى به ، على أني لست أنسب الأقوال إلى أصحابها إلّا قليلا ، وذلك لقلة صحة إسنادها إليهم ، أو لاختلاف الناقلين في نسبتها إليهم ، وأما إذا ذكرت شيئا دون حكاية قوله عن أحد ؛ فذلك إشارة إلى أني أتقلده وأرتضيه سواء كان من تلقاء نفسي ، أو مما أختاره من كلام غيري ، وإذا كان القول في غاية السقوط والبطلان ؛ لم أذكره تنزيها للكتاب ، وربما ذكرته تحذيرا منه ، وهذا الذي من الترجيح والتصحيح مبنيّ على القواعد العلمية ، أو ما تقتضيه اللغة العربية ، وسنذكر بعد هذا بابا في موجبات الترجيح بين الأقوال إن شاء الله. وسميته كتاب التسهيل : لعلوم التنزيل وقدّمت في أوّله مقدّمتين : إحداهما في أبواب نافعة ، وقواعد كلية جامعة ؛ والأخرى فيما كثر دوره من اللغات الواقعة. وأنا أرغب إلى الله العظيم الكريم : أن يجعل تصنيف هذا الكتاب عملا مبرورا. وسعيا مشكورا ، ووسيلة توصلني إلى جنات النعيم ، وتنقذني من عذاب الجحيم ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
|
[رحم الله المؤلف ما أوجز عبارته وأكثر فائدته وقد وفى بكل ما وعد به جزاه الله خيرا عن الدين وأهله] |