صنعتَ بالفرس . فإذا هو قد قتل مسعدة وسجاه ببردِه .
ورجعنا ، فإذا فرس في يد عُلْبةَ بن زيد الحارثي ، فقلت : فرسي هذا ، وعلامتي فيه !
فقال : تعال إلى النبي ، فجعله مغنماً .
وخرج سلمة بن الأكوع على رجليه يعدو ليسبق الخيل مثل السبع .
قال سلمة : حتى لحقت القوم ، فجعلت أرميهم بالنبل واقول حين أرمي : خذها مني وأنا ابن الأكوع ، فتكر علي خيل من خيلهم ، فإذا وجَّهت نحوي انطلقت هارباً فاسبقها واعمد إلى المكان المعور *١ فاشرف عليه وأرمي بالنبل إذا امكنني الرمي وأقول :
خذها ، وأنا ابن الأكوع |
|
واليوم يوم الرُّضع |
فما زلت أكافحهم وأقول : قفوا قليلاً يلحقكم أربابكم من المهاجرين والأنصار ، فيزدادون علي حنقاً فيكرون علي ، فاعجزهم هرباً حتى انتهيت بهم إلى ذي قَرَد *٢
ولحِقَنَا رسول الله ( ص ) والخيول عشاءً ، فقلت : يا رسول الله ، إن القوم عطاش وليس لهم ماءٌ دون أحساء كذا وكذا *٣ فلو بعثتني في مائة رجل ، استنقذت ما بأيديهم من السرح ، وأخذت باعناق القوم .
فقال
رسول الله ( ص ) : ملكت ، فأسجح *٤ ، ثم قال النبي
____________________
*١ : المعور : المكمن للستر .
*٢ : ذي قرد : مكان يبعد عن المدينة مسيرة يوم وقيل يومين .
*٣ : دون أحساء كذا وكذا : أي دون بلوغهم مكان كذا وكذا .
*٤ : ملكت فاسجح : أي قدرت ، فسهل ، وأحسن العفو . وهو مثل معروف .