____________________
= وهذا الصنف من الأراضي يسمى « الأنفال » وسماه الفقهاء « فيئا » ويعد من الأنفال بالمفهوم الفقهي : كل ما أُخذ من دار الحرب بغير قتال : وكل أرض جلا عنها أهلها بغير قتال أيضاً ، والأرض الموات ، والآجام ، وبطون الأودية ، وقطايع الملوك ، وميراث من لا وارث له والأنفال في الكتاب العزيز هي لله وللرسول خالصة ، قال تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) وعلى هذا فإن فدك مما يملكه النبي ( ص ) خاصة وله أن يقطعها لمن يشاء ، وقد وهبها النبي ( ص ) لإِبنته فاطمة ( عليها السلام )حين نزلت الآية الكريمة : وآت ذا القربى حقه ؛ كما عن تفسير « الدر المنثور ـ للسيوطي » فتصرفت بها في حياة أبيها ؛ ( الميزان في تفسير القرآن ٩ ص ٥ وما بعدها ) و ( سيرة المصطفى ٥٥٩ ) ولما توفي الرسول ( ص ) منعت الزهراء فدكاً ، وكان لها مع الخليفة أبي بكر موقف مشهود معروف ، حيث احتجت عليه تارة بالنحلة ، واخرى بالميراث ، وثالثة بسهم ذوي القربى . وكان الخليفة ابو بكر يأخذ غلتها فيدفع لآل النبي ما يكفيهم ، وكان عمر بعده يفعل مثل ذلك ، فلما جاء عثمان « أقطعها لمروان بن الحكم » . كما يستفاد ذلك من « العقد الفريد ٤ / ٢٨٣ وشرح النهج ١ / ١٩٨ .
ولما ولي معاوية جعلها ثلاثة أثلاث ، بين مروان وعمرو بن عثمان ويزيد بن معاوية ، وذلك بعد وفاة الإِمام الحسن (ع) ولم يزالوا يتداولونها إلى أن خلصت كلها لمروان أيام حكمه ، فوهبها لعبد العزيز إبنه ، وعبد العزيز بدوره وهبها لإِبنه عمر ، ولما ولي عمر بن عبد العزيز كانت أول ظلامةٍ ردها ، حيث دعا الحسن بن الحسن بن علي ، وقيل بل دعا علي بن الحسين زين العابدين ، فردها عليه وكان يقول في ذلك : « أشهدكم إني قد رددتها إلى ما كانت عليه في عهد رسول الله ( ص ) » العقد الفريد ٤ / ٤٣٥ فكانت بيد ابناء فاطمة مدة حكمه . فلما ولي يزيد بن عاتكة قبضها منهم ، فصارت في أيدي بني مروان كما كانت من قبل .
فلما ولي أبو العباس السفاح ، ردها على عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي . ثم أخذها المنصور ، ثم ردها إبنه المهدي . ثم أخذها موسى بن المهدي وهارون أخوه ، فلم تزل في أيديهم حتى ولي المأمون ، فردها على الفاطميين .
وذلك
: أن المأمون جلس يوماً للمظالم ، فأول رقعةٍ وقعت في يده نظر فيها وبكى وقال للذي على رأسه : نادِ : أين وكيل فاطمة ؟ فقام شيخ عليه دُراعة وعمامة ، وخُف تعزي ، فتقدم ؛ فجعل يناظره في فدك والمأمون يحتج عليه وهو يحتج على المأمون ! ، ثم أمر المأمون أن يسجل لهم بها ، فكُتبَ السجل وقرىء عليه ، فأنفذه ! فقام دعبل =