ولما جرح رسول الله ( ص ) جعل الدم يسيل على وجهه ، وهو يمسحه ويقول : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله !؟ (١) وجعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس ( ماء بجبل أحد ) ويغسله ، فلم ينقطع الدم ، فأتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي ، وأحرقت حصيراً وجعلت على الجرح من رماده ، فانقطع الدم (٢) .
وفي رواية الطبري : أنه قد تفرق عن رسول الله ( ص ) أصحابه من المهاجرين والأنصار ، وفرّ عثمان بن عفان حتى إنتهى إلى مكان بعيد عن المعركة (٣) وكان ممن تفرق عنه عمر بن الخطاب وأن أنس بن النضر قال لعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم في ناحية : ما يجلسكم هنا ؟ ـ وكان قد شاع بين الناس أن رسول الله قد قتل ـ
فقالوا : لقد قتل محمد رسول الله .
فقال : وما تصنعون بالحياة من بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله ، ثم تركهم واستقبل القوم ، فقاتل حتى قتل . (٤)
ومضى الطبري يقول : انه قد فشا في الناس أن محمداً قد قتل ، فقال بعض أصحاب الصخرة ـ ممن فروا عن النبي والتجأوا اليها ـ ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي ليأخذ لنا أماناً من أبي سفيان ، يا قوم إن محمداً قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم . . الخ .
____________________
(١) : الكامل ٢ / ١٥٥ .
(٢) : الكامل ١٥٧ / ١٥٨ .
(٣) : راجع الطبري ٢ / ٢١ .
(٤) : راجع الطبري ٢ / ٢٠ .