النبي ( ص ) يدعو المسلمين
وجعل النبي ( ص ) يدعو الناس ويقول : إلي عباد الله ـ يكررها ثلاثاً ـ فلم يستجب له إلا نفر قليل من المسلمين ، حتى إذا انتهى إلى أصحاب الصخرة ، فلما كان قريباً منهم وضع رجل سهماً في قوسه وأراد أن يرمي النبي ( ص ) وهو يظنه أحد المشركين ـ على زعم الراوي ـ فصاح النبي به : انا رسول الله ! ففرحوا بذلك وكانوا يظنون أن الرسول قد قتل .
وأقبل أبو سفيان ومعه جماعة ، حتى أشرف عليهم ، فلما نظروا إليه نسوا الذي كانوا عليه من الفرح بسلامة النبي ، وخافوا منه ومن جماعته . فقال رسول الله ( ص ) ليس لهم أن يعلونا . اللهم إن تقتل هذه العصابة لا تعبد أبداً . ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم .
فنادى أبو سفيان : اعل هبل .
فأمر رسول الله ( ص ) أن يرد عليه : الله أعلى وأجل .
فقال أبو سفيان : إن لنا العُزىٰ ولا عُزّىٰ لكم .
فقال النبي ( ص ) قولوا له : الله مولانا ، ولا مولىً لكم .
وانتهت الهزيمة بجماعة من المسلمين فيهم عثمان بن عفان وغيره إلى الأعوص ( مكان ) فأقاموا به ثلاثاً ثم أتوا النبي ( ص ) فقال لهم حين رآهم : لقد ذهبتم فيها عريضةً . (١)
مقتل الحمزة بن عبد المطلب
كان
حمزة بن عبد المطلب من أعظم أبطال العرب المسلمين وشجعانهم ، وكان قد قتل يوم بدر عتبة ـ أبا هند ـ كما قتل اخاها ، وكان يوم أحد كما كان
____________________
(١) : الطبري : ٢ / ٢١ .