أحدهما : التبعيض ،
وهو اذا استعملت في موضع يتعدى (۱) الفعل الى المفعول به بنفسه ، ولاجل هذا (۲) قلنا : ان قوله : « وَ
امْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ
» (۳) يقتضى المسح ببعض الرأس لانه لو كان
_________________________
(۱) قوله ( في موضع يتعدى ) الاولى أن يقيّد بما لا يحتمل افادة الالصاق لئلا يرد النقض بـ ( أمسكته ) أي منعته من التصرف ، و ( امسكت به ) أي قبضت على شيء من جسمه ، أو على ما يحبسه من ثوب ونحوه .
(۲) قوله ( ولاجل هذا الخ ) فصله المصنف رحمه الله في تهذيب الاحكام بل هو ظاهر المروي عن الباقر عليهالسلام في آية الوضوءِ ، فلا عبرة بانكار سيبويه (۴) مجيء الباء للتبعيض في سبعة عشر موضعاً من الكتاب ، ولا بتجويز كون الباء فيها ، وفي قوله تعالى : « عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ » (۵) للالصاق ، أو للاستعانة بتضمين شرب معنى يروي ، ولا بقول الزمخشري (۶) ان معناه يشرب بها الخمر ، كما تقول شربت الماء بالعسل ، ويتكرر هذا في ( فصل فيما الحق بالمجمل وليس منه ) .
_________________________
(۳) المائدة : ٦ .
(٤) أبو الحسن ، عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي ، البيضاوي ، البصري ، النحوي المعروف بسيبويه وقيل : أبو بشر . اشتهر كلامه وكتابه في الافاق . توفى سنة ( ١٩٤ هـ . ) وقيل توفى حدود سنة ( ۱۸۰ هـ . ) .
(٥) الانسان : ٦ .
(٦) جار الله ، أبو القاسم ، محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي المعتزلي ، صاحب المصنفات المعروفة أشهرها الكشاف ، وأساس البلاغة ، وأطواق الذهب والزمخشري نسبة الى زمخشر قرية بنواحي خوارزم توفى سنة ( ٥٣٨ هـ . ) .