المراد به مسح الرأس كله لقال : امسحوا رؤسكم ، لان الفعل يتعدى بنفسه الى الرؤس .
والثاني : أن تكون للالصاق ، وهو اذا كان الفعل لا يتعدى (۱) الى المفعول بنفسه مثل قولهم : مررت بزید (۲) لانه لو قال : مررت زيداً ، لم يكن كلاماً (۳) .
وأما ( أو ) فالاصل
فيها التخيير كقولهم : جالس الحسن (٤) أو ابن سيرين (٥) وعلى هذا حملت آية الكفارة ، وتستعمل
بمعنى
_________________________
(۱) قوله ( اذا كان الفعل لا يتعدى ) يشعر بأن باء الالصاق والتعدية واحدة وبأن ما عدا الالصاق والتبعيض من المعاني ، اما راجعة الى أحدهما لمصاحبة أو مجازية .
وفي المغني [ أول معانيها الالصاق قيل : وهو معنى لا يفارقها فلهذا اقتصر عليه سيبويه ] (٦) ( انتهى ) .
(۲) قوله ( مررت بزيد ) الالصاق فيه مجازي ، أي ألصقت مروري بمكان يقرب من زيد ، والحقيقي نحو : أمسكت بزيد .
(۳) قوله ( كلاماً ) أي كلاماً صحيحاً .
_________________________
(٤) أبو سعيد ، الحسن بن أبي الحسن يسار مولى زيد بن ثابت الانصاري كان رئيس القدرية ، وأحد الزهاد الثمانية ، قال فيه ابن أبي الحديد : وممن قيل انه يبغض علياً ويذمه الحسن بن أبي الحسن البصري ، وروى انه كان من المخذلين عن نصرته ، مات سنة ( ١١٠ هـ ) .
(٥) أبو بكر محمد بن سيرين البصري . وكان بينه وبين الحسن البصري من المنافرة ومات بعد وفات الحسن البصري بمائة يوم ، سنة ( ١١٠ هـ . ) .
(٦) مغني اللبيب : ۱۰۱ .