وأبدأ في أول الكتاب فصلا يتضمن ماهية اصول الفقه وانقسامها وكيفية ترتيب أبوابها (۱) وتعلق بعضها ببعض ، حتى ان الناظر اذا نظر فيه وقف على الغرض المقصود بالكتاب (۲)
_________________________
واما الاعتراض على المستدل بأن كل من قال بحجية الاجماع ، قائل بأنه حجة قطعية . فالتمسك بالظاهر فيه ، يستلزم جعل الظاهر دليلا على أقوى منه فيمكن الدفع ، لان له أن يقول : انما استدل به على أصل الحجية ، لا على القطعية أيضاً .
(۱) قوله ( أبدأ في أول الكتاب فصلا يتضمن ماهية اصول الفقه ، وانقسامها وكيفية ترتيب أبوابها ) البدء ، كالمنع : الانشاء ، والاحداث . وذكر في أول الكتاب ، للاشعار بأن كلا من الفصول التي بعده أيضاً بدوي ، ولكنه في وسط الكتاب ، أو في آخره . فيمكن أن يكون التشبيه في قوله تعالى في سورة الانبياء : « كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ » (۳) للدلالة على ان هذه الاعادة بعد فناء الدنيا بأسرها ، كما في نهج البلاغة ، في خطبة أولها : « ما وحده من كيّفه » قوله عليهالسلام : وان الله سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه . كما كان قبل ابتدائها الى قوله : « ثم يعيدها بعد الفناءِ » . (۴) وللرد على الفلاسفة الزنادقة في قولهم اعادة المعدوم بعينه محال .
(۲) قوله ( وتعلق بعضها ببعض حتى ان الناظر اذا نظر فيه ، وقف على الغرض المقصود بالكتاب ) أي نسبة بعضها الى بعض بالتقديم والتأخير . وهو عطف تفسير لترتيب أبوابها .
_________________________
(٣) الانبياء : ١٠٤ .
(٤) نهج البلاغة ، خطبة رقم ١٨٦ ( في التوحيد ) ص ۲۷۲ .