واعتل في ذلك (۱) بأن قال : لا يصح أن يقصد المعبر باللفظ الواحد استعماله فيما وضع له ، والعدول به عن ذلك (۲) فكذلك لم يصح (۳) أن يريد باللفظ الواحد الحقيقة والمجاز . وذكر ان تعذر ذلك (٤) معلوم لنا ، وان الواحد منا اذا قصده لم يصح منه فدل على ان جميع ذلك غير صحيح .
وذهب أبو الحسن عبد
الجبار بن أحمد (٥) الى : أنه يجب أن
_________________________
(۱) قوله ( واعتل في ذلك الخ ) ظاهره ان ذلك اشارة الى ما ذكر من كون الحقيقة والمجاز مثل ذلك ، بقوله : وقالوا : ( في الحقيقة . . الى آخره ) فيكون قوله : ( وقال لا يجوز . . الى آخره ) بل سبقه ايضا تفصیلا له ويكون كل الامثلة له ويمكن جعله اشارة الى انه لا يجوز ان يراد المعنيان المختلفان بلفظ واحد وهو بعيد لان الاولى حينئذ عدم الاكتفاءِ في بيان الاعتلال بالحقيقة والمجاز ان كان يرد على الاول المصنف مثل ذلك لان الاولى ذكر اعتلال لما عد الحقيقة والمجاز .
(۲) قوله ( العدول به عن ذلك ) أي عدم استعماله فيما وضع له .
(۳) قوله ( فكذلك لم يصح الخ ) انما يتم ذلك لو كان استعماله في المعنى المجازي مستلزماً عقلا بعدم استعماله في المعنى الحقيقي ، وقد مر أنه لا يستلزمه عقلا وان كان مستلزماً له لغة .
(٤) قوله ( تعذّر ذلك ) أي عقلا .
_________________________
(٥) أبو الحسن ، عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار ، القاضي ، الاسدآبادي المعتزلي كان ينتحل مذهب الشافعي في الفروع ، ومذهب المعتزلة في الاصول مات سنة ( ٤١٥ هـ . ) .