عليه الكذب ولا يعلم ذلك من حاله الا من علم انه عالم بقبح القبيح وغنى عن فعله وانه اذا كان كذلك لا يجوز أن يختار القبيح ، وقد بينا جملة من القول فيه .
وأما خبر الرسول صلى الله عليه وآله فانه يعلم به صدقه لان العلم المعجز (۱) قد دل على انه رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولا يجوز أن يرسل الله من يكذب فيما يؤديه عنه وقد أمرنا بتصديقه في كل أخباره ، فيجب أن يكون صدقاً ، لان تصديق الكذاب قبيح ، والله يتعالى عن ذلك ، فعلم عند ذلك ان أخباره صلى الله عليه وآله صدق .
والقول في أخبار
الامام القائم مقامه ، كالقول في أخباره . لان الدليل الدال على وجوب عصمته امننا من وقوع القبيح من
_________________________
(۱) قوله ( العلم المعجز ) بفتح العين واللام بمعنى العلامة ، يؤيده أن يجمع على اعلام كما سيجيءِ . ويحتمل ان يكون بكسر العين وسكون اللام . قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : « وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ » (٢) وان عيسى عليهالسلام لشرط من اشراطها ، يعلم به قسمي الشرط ، علماً لحصول العلم به ، وقرأ ابن عباس « العلم » أي علامة ( انتهى ) (۳) .
_________________________
(۲) الزخرف : ٦١ .
(۳) مجمع البيان ٩ : ٥٤ ، وفيه : في الشواذ قرائة ابن عباس وقتادة والضحاك « وانه لعلم » بفتح العين واللام أي امارة وعلامة .