ونتكلم عليها بموجز من القول .
أحدها : استدلوا به على وجوب العمل بخبر الواحد قوله تعالى « فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ « (۱) قالوا فحث الله تعالى كل طائفة على التفقه ، وأوجب عليهم الانذار . والطائفة يعبر بها (۲) عن عدد قليل لا يوجب خبرهم العلم ، فلولا أنه يجب العمل بخبرهم لما أوجب عليهم الانذار ، لانه لا فائدة فيه .
وربما قووا ذلك بأن قالوا : لما أوجب الله تعالى على النبي صلى الله عليه وآله الانذار ، وجب علينا القبول . ولو لم يجب علينا القبول لما وجب عليه الانذار .
_________________________
(۲) قوله ( والطائفة يعبّر بها الخ ) قال سيدنا المرتضى في الذريعة (۳) : و ربما قالوا : ان معنى الآية ( ولينذر كل واحد منهم قومه ) واذا صح لهم ذلك استغنوا عن التشاغل ، بان اسم الطائفة يقع على الواحد كما يقع على الجماعة وتعقلهم في ذلك بقوله تعالى « وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » (٤) وقوله تعالى « وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا » (٥) .
_________________________
(۱) التوبة : ۱۲۲ .
(۲) الذريعة : ٥٣١ .
(۳) النور : ٢ .
(٤) الحجرات : ٩ .